عيد بمناسبة وبدون مناسبة في اليابان
دعونا نتفق أن الصورة العامة والنطية عن اليابان والشعب الياباني انهم شعب "يحب" العمل وعندما نتذكر أونبحث على الانترنت عن صورة للشعب الياباني فإن غالبية الصور ستكون لأشخاص يرتدون اما زي العمل أو الدراسة أو زي ما يعبر عن وظيفة ما . ولكن الواقع في اليابان مختلف بعض الشيء. فبالرغم من عدد الساعات الطويلة جدا للعمل في اليابان والتي هي من المؤكد ليست نابعة من حب اليابانيين للعمل كما يعتقد البعض ولكن نقص العمالة الماهرة والاحساس بالمسؤولية المبالغ فيه في بعض الأحيان وأسباب أخری كثيرة ولكن رغم كل ذلك إلا أن اليابان هي من أكثر دول العالم من حيث عدد الأعياد والاحتفالات في العالم لماذا؟

في الحقيقة لا توجد إحصائية واضحة لعدد الاحتفالات التي تقام بشكل سنوي في اليابان ولكن طبقًا لأقل تقدير يوجد ما يقارب ال 190ألف معبد في اليابان ولكل معبد على الأقل احتفال واحد يقام في العام الواحد. إن أضفنا لهذا الرقم المناسبات الرسمية مثل احتفال نهاية العام والسنة القمرية والخريف وغيرها من الأعياد والمناسبات الصغيرة والكبيرة فنجد أن عدد الأعياد في اليابان قد يقارب ال 200 ألف عيد ومناسبة على أقل تقدير
في الحقيقة هذه الثقافة منتشرة في الكثير من البلدان الآسيوية فمثلا تحتفل الفليبين بما يقارب ال 42 ألف احتفال سنويًا ويعتقد أن الهند هي الأولی على مستوی العالم في عدد المناسبات الرسمية بسبب كثرة العقائد والثقافات بها ولكن هل هذا يعني أن الأعياد الكثيرة في دولة مثل اليابان هي ثقافة آسيوية؟
سر الأعياد الكثيرة في اليابان
من المؤكد أن لاختلاف العقائد والمذاهب عامل كبير في تعدد المناسبات والأعياد في اليابان وغيرها من الدول ولكن واحد من أهم أسباب تعدد الاحتفالات في اليابان هو حبهم وتأثرهم بالثقافة الاسكندافية مثل الدنمارك وفنلندا والسويد وغيرها
يقال أن شعوب الدول الاسكندنافية هم الأكثر سعادة ورضا على مستوی العالم

ولأن اليابانيين بطبعهم يحبون أخذ أفضل ما لدی الشعوب الأخری والتعلم منها وجدوا في الشعوب الاسكندنافية الكثير من النقاط التي يمكن تطبيقها في حياتهم وبدؤوا بإدراجها في حياتهم اليومية ومنها خلق فرص أكثر للتجمعات العائلية عن طريق فرض بعض العطلات بشكل إجباري على المجتمع
فوائد الأعياد
بعيدًا عن الفوائد الصحية والنفسية للأعياد والمناسبات هناك فوائد اقتصادية عديدة لخلق فترة من الأعياد والعطلات ومنها التسويق التجاري للمنتجات فمثلا في شهر سبتمبر يكون التسويق لهدايا كبار السن بمناسبة يوم احترام كبار السن . في أكتوبر تأتينا السنة القمرية وبعدها الهالوين في نوفمبر الخريف في ديسمبر الكريسماس ونهاية العام فنجد المستهلكين دائما بحاجة لتواكب مع الموسم الحالي وشراء مستلزمات هذا الموسم وهي وسيلة ذكية لإنعاش التجارة طوال العام وخفض الهالك

فنجد عدد المنتجات المصنعة محدود جدا وتصاميمه تواكب الموسم وتكون تقديرات المبيعات لشهر أو اثنين على الأكثر وبالتالي يحصل المستهلك على منتج جديد التصنيع طازج وبجودة عالية تناسب مع هذا التوقيت مع العام
السبب الآخر والغير متعارف عليه هو إراحة المصانع والماكينات من العمل الدائم فكما نعلم أن اليابان هي أحدي الدول الصناعية الكبری . ولكن رغم تقدم التكنولوجيا لم تجد حلًا لأعطال وعيوب التصنيع إلا بإراحة الماكينات والعمالة . لذا تكون فترة الأعياد فرصة ذهبية لإيقاف الماكينات وإجراء الصيانة اللازمة لها لتستطيع المداومة لفترة أطول
ثقافة الأعياد
ربما تكون الثقافة اليابانية للأعياد والمناسبات غريبة ولا تناسب مجتمعنا العربي والإسلامي ولكن من المؤكد أنها ثقافة مميزة وملفتة للنظر لأي شخص خاض تجربة الحياة في اليابان أو سمع عن أسماء بعض من عطلاتهم الرسمية مثل يوم الشمس ويوم البحر ويوم الرياضة ويوم الطفل ويوم المسن وغيرها من الأعياد والمناسبات الوطنية والتي يتم الاحتفال بها في اليابان
فإن كنت من محبي فكرة الأعياد والمناسبات أرشح لك متابعة صفحة
今日は何の日
Kyou wa nan no hi? اليوم هو يوم ماذا؟
وهي صفحة متخصصة في رسم رسومات لطيفة إلى جانب نشر معلومات عن حدث أو مناسبة حدثت في مثل هذا اليوم وفي بعض الأحيان تكون مجرد كعابة مبنية على طريقة نطق أو كتابة تاريخ اليوم
فاليوم مثلا هو الرابع من أكتوبر أو يوم الملائكة لأن شهر أكتوبر هو الشهر العاشر من الشهور الميلادية Ten
واليوم هو اليوم الرابع Shi باليابانية لذا تصبح القراءة Tenshi 天使وهي كلمة ملاك باللغة اليابانية